- جبال القمر:
يحتوي القمر على حوالي 30 جبل. بعضها ذات ارتفاع لا يزيد عن الاثنين كيلو متر. والبعض الآخر يصل ارتفاعه إلى ما فوق الثلاثين كيلو متر. ومن أهم جبال القمر: جبل ليبنتز وارتفاعه 7610 متر وجبل دروفل وارتفاعه 7603 متر وجبل نيوتن وارتفاعه 7260 متر. وتحتوي هذه الجبال على نوع من الصخور تُسمى الأنورثوسيت Anorthosite وهي صخور فاتحة اللون ذات كثافة 2.80 جم/سم3 وهي غنية بأكاسيد الكالسيوم والسليكون والألمونيوم ويزيد عمرها عن 4000 مليون سنة كما وضَّحَ ذلك التحليلات المطيافية لهذه الصخور العائدة من تربة القمر.
في الواقع فإن وجود هذا النوع من صخور الأنورثوسيت في صخور القمر الخفيفة في الكثافة نسبياً يحدث بعض من اللبْس وعد الايضاح. حيث تبلغ كثافة القمر ككل 3.34 جم/سم3 وكثافة صخور البازلت القمرية 3.3 جم/سم3 وكثافة صخور الأنورثوسيت القمرية 2.8 جم/سم3. وهذا يدل على أن صخور الأنورثوسيت هي الطافية فوق مصهور من صخور البازلت. فمن له كثافة أقل يطفو فوق ذي الكثافة الأكبر وهكذا. حيث أظهرت بعض الدراسات الفيزيائية والفلكية أن القمر لابد أن يكون منتظماً في توزيع مثل هذه الكتل الصخرية به. ولكن تكمن المشكلة في أن الكثافة الصخرية والوزن النوعي لهذه الصخور مختلفة ومتفاوتة بشكل كبير وملحوظ. مما يشكل جدلاً حول أن القمر متجانس التوزيع الصخري ولكنه يحتوي على صخور ذات كثافات أو أوزان نوعية مختلفة. ولكن من أكثر النظريات قبولاً في فهم هذه الفرضية الفلكية المبنية على الدراسات الفيزيائية والفلكية هو أن بللورات من معدن الأنورثيت Anorthite التي تتجمع لتكون صخر الأنورثوسيت قد نمت طافية على صهير من البازلت القمري ذات الكثافة والوزن النوعي المرتفعة/المرتفع ومن ثَم انفصلت هذه البللورات "بللورات معدن الأنورثيت" مكونةً صخور الأنورثوسيت.
- بحار القمر:
بالنسبة للبحار القمرية فهي خالية تماماً من الماء ولكن يطلق عليها اسم بحار لانخفاضها في بعض الأحيان واستوائها في الحين الآخر. ويوجد على القمر حوالي 20 بحر. مثل بحر السحاب وبحر الأمطار وبحر العواصف وبحر الهدوء. ويُعتبر بحر الهدوء من أشهر هذه البحار حيث كان موطأ هبوط رواد فضاء رحلة أبللو-11. وقد أوضحت الدراسات السزمومترية عن طريق موجات الصدمة أن هذه البحار تتكون من قشرة واسعة ورفيعة في السمك من صخور متماسكة ذات كثافة مرتفعة والتي تحوطها من الجوانب صخور المرتفعات الأقل كثافة والتي تحتوي على عدد كبير من الشروخ والتشققات.
ومن المناقشات الطريفة التي أثارت جدلاً عن أصل تكون ونشأة البحار القمرية هو ما أُكتُشِفَ مؤخراً من وجود تركيزات للكتلة تحت بعض البحار مما يزيد من قوى التجاذب عند هذه التركيزات. وهناك ثلاث نظريات تخص وتشرح سبب ونشأة البحار على سطح القمر.
تفترض النظرية الأولى مجموعة متتالية من نيازك الحديد والنيكل ببطء على سطح القمر. وهذه النيازك تمكنت من عمل فوهة ضخمة أو حفرة كبيرة تخترق سطح القمر إلى داخله. وهذا عَمِلَ على اندفاع الحمم البركانية والصهير البركاني من باطن القمر إلى سطح القمر مكوناً الصخور القمرية المعروفة من البازلت القمري والأنورثوسيت القمري ولكي تملأ المنخفضات أيضاً. وأخيراً توقف تدفق الحمم البركانية دُفِنَ تحتها النيازك الحديدية والنيكلية.
وتفترض النظرية الثانية أن العوامل الداخلية للقمر، وهي أساساً عوامل بركانية نشطة تقوم بدفع الصهير البازلتي القمري في اتجاهات رأسية وأفقية بالقرب من سطح القمر، ومن ثُم تهدأ هذه الحمم البركانية لتبدأ عملية تبللور للصخر البازلتي ليكون في النهاية صخور البازلت والجابرو ذات الكثافة والأوزان النوعية المرتفعة.
وتفترض النظرية الثالثة أن مجرد وجود قشرة متسعة بازلتية ذات سمك مختلف فوق سطح هذه البحار قد يكون كافياً لتعليل وجود تركيزات الكتلة والتي تعمل على زيادة قوي الجذب نحوها نخو الداخل. ,احياناً يمكن القول إن بعض الطبقات السفلى من هذه القشرة قد زادَ اثراء في عنصر التيتانيوم نتيجة تبللورها في الأعماق في القمر. وهذه العملية ينشأ عنها تكوين صخور ذات كثافة عالية في قاع بعض البحار.
- فوهات القمر:
من الظواهر العجيبة حقاً هي ظاهرة انتشار الفوهات على القمر. وهذه الفوهات ما هي إلا ثقوب أو فجوات ذات أعماق مختلفة وغير معروفة يحيط بها من الخارج حواف مرتفعة. وهي ذات أحجام مختلفة. فمنها الصغير والمتوسط والكبير. ويصل قطرها في بعض الأحيان إلى عدة مئات من الأمتار وفي الأحيان الأخرى قد تصل إلى مئات الكيلومترات. وتكون عادة مستديرة الشكل. وتأخذ أحياناً الشكل البيضاوي. ومن أشهر الفوهات القمرية فوهة كوبر نيق. والتي يصل ارتفاع حوافها إلى 4 كيلومتر وقطرها إلى 90 كيلومتر. وتتوزع الفوهات القمرية على سطح القمر توزيع غير منتظم. وقد تتواجد بعض الفوهات المركبة وهي فوهات كبيرة ذات أقطار عالية تصل في بعض الأحيان إلى مئات الكيلومترات والتي تحتوي على فوهات أصغر منها في الأقطار ويتضح ذلك عن طريق بروز حواف فوهات داخل حواف فوهات أخرى أكبر منها في نصف قطر الاستدارة. ويصل أقصى اختلاف في حوالي 94% من الفوهات القمرية على سطح القمر في الأقطار الدائرية إلى 4 مم وتنحصر أقطار هذه الفوهات في مدى محدود وقصير وهذا الأمر يعكس مدى تقارب ميكانيكية تكون هذه الفوهات.
- أخاديد القمر:
تُظهِر بعض الصور الفوتوغرافية المأخوذة لسطح القمر بعض الشقوق والأخاديد المختلفة في الأطوال من شقوق إلى شقوق. ويحتوي سطح القمر على العديد من الشقوق والصدوع. وتختلف بناءً على اختلاف القوى المثرة عليها وفي نشأتها هذه الأطوال. حيث تصل في بعض الأحيان إلى بضع أمتار إلى عدة كيلومترات. وهذا يعكس اختلاف قوة القوى المؤثرة في نشأة هذه الشقوق أو ربما اختلاف نوعية الصخور التي تأثرت بهذه القوى من صخور ذات مقاومة هندسية وجيوتكنيكية صخرية عالية إلى أخرى ذات مقاومة أقل. وتنتشر بعض الأخاديد بين سطحي صدعين متوازيين على سطح القمر. وتتكون الأخاديد نتيجة حدوث تصدعات في القشرة القمرية وحدوث تصدعات أخرى في مكان ما قريب من هذا المكان الآخر بشكل موازٍ لبعضهما البعض فتكون المنطقة الوسطى بين السطحين هي منطقة أخاديد.
إعداد وتحرير: متولي حمزة